روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | موتي أصلح.. من حياتي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > موتي أصلح.. من حياتي


  موتي أصلح.. من حياتي
     عدد مرات المشاهدة: 2616        عدد مرات الإرسال: 0

بسم الله الرحمن الرحيم. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لا أعلم هل اختصر ام اسهب في قصتي اوحالتي

أنا انسان ارى انني لا أستحق ان اكون انسان بل انا ارى نفسي أنجس من الكلب والخنزير ليس مبالغة في وصف نفسيتي بل لأني اعلم ما يخفي قلبي من خبث وفجور

أنا شاب ابلغ من العمر 34 عاما تعليمي ابتدائيي ولكني مثقف جدا وأحب القراءة وخصوصا الكتب الدينية

وربما لمعرفتي بعقوبة المنتحر هو ما جعلني احجم عنها 00

سيدي المستشار انا متردد ان اقول لك ما افكر فيه ليس لأني لا اثق بكم بل لأني استحي مما يجول في نفسي من افكار خبيثه 00

استشارتي لو كان الانسان يعلم من نفسه ما اعلم من نفسي هل ينتحر رغم علمه انه سوف يخلد في النار ان فعل فانا ارى ان موتي اصلح للدنيا من حياتي ارجو منك الرد وتاكد لو اشرت علي بالانتحار قد لا افعل وقد افعل والله المستعان0

أخي الكريم...

تحية طيبه لك وأشكرك على اختيارنا لبث شكواك وما توسوس به نفسك. بعد قراءة لاستشارتك وجدت أن من الأفضل أن أوجهك لمعرفة رأي أهل الذكر في ما ينتابك من أفكار وسواسيه!!.

ولكن قبل أن تقرأها أود أن أشير عليك بأن تذهب لمعالج نفسي يساعدك في مواجهة ما تعانيه من ضغط الأفكار وشدتها عليك فأنت لن تستطيع أن تواجهها لوحدك.

بل تحتاج بعد عون الله سبحانه على من يدربك على كيفية مواجهتها والتغلب عليها.

كما أنك قد تحتاج إلى بعض الأدوية المهدئة للتخفيف من أعراض القلق والتوتر التي تواجهها!!!. وقد اقتبست لك فتوى في حكم من تنتابه الأفكار ووساوس الشيطان وذلك ليطمئن قلبك وترتاح.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين أما بعد:

فنقول لك أخي الكريم أبشر بالذي يسرك، فالحمد لله الذي رد كيد الشيطان إلى الوساوس , فهذا الذي قدر عليه منكز

وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه رجل فقال: إني أحدث نفسي بالشيء لأن أكون حممة أحب إلي من أن أتكلم بهز

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله الذي رد أمره إلى الوسوسة). رواه أبو داود.

وهذا الذي تشتكي منه ليس أنت أول من اشتكى منه بل المؤمنون الأوائل اشتكوا منه.

فهذه الحالة عرضت للصحابة رضي الله عنهم فعن أبي هريرة رضي الله عنه.

قال: جاء أناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنّا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به.

فقال: (أو قد وجدتموه؟). قالوا: نعم , قال: (ذاك صريح الإيمان). رواه مسلم وفي الصحيحين عنه أيضًا أن النبي صلى الله عليه وسلمز

قال: (يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟! فإذا بلغه فليستعذ بالله ولينته).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب الإيمان: والمؤمن يبتلى بوساوس الشيطان بوساوس الكفر التي يضيق بها صدره.

كما قالت الصحابة يا رسول الله إن أحدنا ليجد في نفسه ما لأن يخر من السماء إلى الأرض أحب إليه من أن يتكلم به.

فقال (ذاك صريح الإيمان). وفي رواية ما يتعاظم أن يتكلم به. قال: (الحمد الله الذي رد كيده إلى الوسوسة).

أي حصول هذا الوسواس مع هذه الكراهة العظيمة له, ودفعه عن القلوب هو من صريح الإيمان, كالمجاهد الذي جاءه العدو فدافعه حتى غلبه.

فهذا عظيم الجهاد, إلى أن قال: (ولهذا يوجد عند طلاب العلم والعباد من الوساوس والشبهات ما ليس عند غيرهم, لأنه (أي الغير).

لم يسلك شرع الله ومنهاجه, بل هو مقبل على هواه في غفلة عن ذكر ربه, وهذا مطلوب الشيطان بخلاف المتوجهين إلى ربهم بالعلم والعبادة , فإنه عدوهم يطلب صدهم عن الله تعالى) أ.هـ

فيا أخي الكريم إذا جاءتك هذه الوساوس انته عنه واله عنه واصرف ذهنك عنه واستعذ بالله من الشيطان الرجيم. ولا تسترسل في أحاديث النفس وخواطرها، فإن جاءتك الخواطر.

قل: آمنت بالله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله فمن خلق الله؟ فمن وجد شيئًا من ذلك فليقل آمنت بالله" رواه مسلم..

واعلم أن أحاديث النفس والهواجس التي تجول في الخاطر من الأمور التي لا دخل للإنسان فيها ولا طاقة له بها غير محاسب عليه.

وألزم أخي الكريم طاعة الرحمن واسأله من جزيل جوده والإحسان , وأن يصرف عنك وسواس الشيطان. فالزم أخي الكريم الدعاء. وسؤال الله العافية فإنه جل وعلا قريب مجيب الدعوات. والله تعالى أعلم.

الكاتب: أ. غادة ناصر المسعود

المصدر: موقع المستشار